سلة مشترياتك فارغة في الوقت الحالي!

من الفكرة .. ثروة
لماذا تتخوف الأم العربية من بدء مشروعها؟
مقدمة تحليلية:
في زمن تُرفع فيه شعارات الريادة وتمكين المرأة في كل مكان، تبقى الأم العربية في منطقة رمادية بين الطموح والخوف.
ليست المشكلة في غياب الأفكار، بل في منظومة كاملة تجعل من الانطلاق مخاطرة ومن الإبداع ترفًا مؤجلًا.
فبين متطلبات البيت، وضغوط المجتمع، وقيود التمويل، يتحول الحلم بمشروع صغير إلى معركة يومية مع الوقت والذات والنظام الاقتصادي.
أولاً: الواقع بالأرقام – ما الذي يعيق الأم الريادية؟
بحسب تقرير McKinsey Global Institute (2024)، فإن النساء في الشرق الأوسط لا يشكلن سوى 19٪ من القوى الريادية النشطة، رغم أن 45٪ منهن يملكن أفكارًا مؤهلة لمشاريع صغيرة أو متوسطة.
أما تقرير UN ESCWA (لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا)، فيشير إلى أن 70٪ من النساء العربيات اللاتي حاولن تأسيس مشروع رقمي واجهن صعوبات في التمويل والبيئة القانونية.
وفي استطلاع حديث من Nielsen Insights 2024، تبين أن واحدة من كل ثلاث أمهات في المنطقة تمتلك فكرة جاهزة لكنها لا تعرف من أين تبدأ.
تلك الأرقام ليست مجرد إحصاءات؛ إنها خريطة للعوائق البنيوية التي تواجه الأم الريادية.
فمن جهة، هناك حماس فكري ورغبة في المساهمة، ومن جهة أخرى، منظومة لا تزال تحاسبها على الطموح قبل النتيجة.
ثانياً: العوامل النفسية والاجتماعية – بين الخوف والهوية
علم النفس الاجتماعي يربط التردد عند النساء الرياديات بثلاثة محاور رئيسية:
- الخوف من الفشل: المجتمعات العربية تميل إلى تقييم المرأة من خلال أدوارها الأسرية لا المهنية، ما يجعل أي فشل يُنظر إليه كوصمة لا كخبرة.
- غياب الدعم الأسري: 57٪ من الأمهات الرياديات صرّحن في دراسة Nielsen بأنهن لا يجدن تفهّمًا كافيًا من الشريك أو العائلة عند الحديث عن العمل الحر.
- تشتت الهوية: الأم تحاول أن تكون رائدة أعمال دون أن تتخلى عن كونها أمًّا مثالية، وهنا ينشأ الصراع الداخلي بين “من أكون؟” و“من يريدونني أن أكون؟”.
إذن، الخوف هنا ليس ضعفًا، بل نتيجة لتراكم ثقافي يجعل الريادة امتيازًا لا حقًا.
ولذلك يصبح دخول الأم إلى عالم المشاريع ليس مجرد قرار اقتصادي، بل خطوة رمزية في إعادة تعريف الذات.
ثالثاً: الاقتصاد الرقمي كفرصة للتحرر
في المقابل، يكشف تقرير Digital Arab Women Entrepreneurs Index (2024) أن الأمهات اللواتي بدأن مشاريع رقمية من المنزل سجّلن نموًا في الدخل بنسبة 28٪ خلال عام واحد.
الأدوات الرقمية مثل Shopify وCanva وChatGPT فتحت بابًا غير مسبوق للوصول إلى السوق دون الحاجة إلى رأس مال ضخم أو مكاتب تقليدية.
تلك التحولات تمثل فرصة للأمهات لاقتحام السوق من زاوية جديدة:
الاقتصاد الإبداعي القائم على المعرفة، حيث تصبح المهارة والوعي الرقمي رأس المال الحقيقي.
ومع ذلك، لا يزال التحدي الأكبر هو المنصات نفسها؛ فالكثير من الشبكات الاجتماعية تروّج لقوالب محددة من “النجاح السريع” تجعل النساء يقارنّ أنفسهن بنماذج لامعة تفتقر إلى الواقعية.
وهنا تأتي أهمية المنصات الواعية مثل مامَز أونلاين التي تعيد تعريف النجاح بوصفه رحلة تطور مستمرة، لا سباقًا ضد الزمن.
رابعاً: دروس من ريادة الأعمال العالمية
الدراسات تشير إلى أن الشركات التي تقودها النساء تحقق أداءً ماليًا أعلى بنسبة 22٪ مقارنة بنظيراتها التي يقودها الرجال (McKinsey, 2023).
ويرجع ذلك إلى عوامل مثل:
- القدرة على اتخاذ قرارات أكثر شمولية.
- التعاطف العالي مع السوق والمستهلك النهائي.
- إدارة مرنة للأزمات.
لكن الفارق في العالم العربي يكمن في غياب البنية الداعمة، لا في ضعف الكفاءة.
وهنا يصبح السؤال: كيف يمكن إعادة بناء منظومة تحفّز لا تعيق؟
الإجابة تبدأ بوعي جماعي يعترف بأن الأم ليست عبئًا على الاقتصاد، بل فرصة كامنة للنمو.
خامساً: التحول من “مستهلِكة” إلى “مُنتِجة”
أحد أهم مفاتيح التغيير هو الوعي الرقمي.
عندما تتحول الأم من مجرد متلقية للمحتوى إلى صانعة له، تتبدل المعادلة بالكامل.
فبحسب Nielsen، 68٪ من النساء اللواتي بدأن بنشر محتوى تعليمي أو رقمي شخصي استطعن توليد دخل إضافي خلال الأشهر الستة الأولى فقط.
التحول يبدأ من الفكرة، ويتوسع عبر التفاعل، التعلم، والمشاركة.
وهذا بالضبط ما تبنيه مامَز أونلاين: مجتمع رقمي حيّ يُمكّن الأمهات من مشاركة خبراتهن وتحويلها إلى قيمة حقيقية.
أسئلة شائعة (FAQ)
- هل يجب أن أمتلك رأس مال كبير لبدء مشروعي؟
لا، أغلب المشاريع الرقمية الناجحة تبدأ بأدوات مجانية ومنزلية. المهم هو وضوح الفكرة وصدق القيمة. - كيف أوازن بين العائلة والمشروع؟
عبر تحديد أولويات واضحة، وجدولة مرنة، ودعم نفسي من محيطك. المنصات مثل مامَز أونلاين توفر مجتمعات مساندة لذلك. - هل الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعدني؟
بالتأكيد. الأدوات الذكية اليوم تُسرّع الإنتاج، تقلل الأخطاء، وتتيح لك التفرغ للإبداع لا التفاصيل.
شاركي تجربتكِ 💬
هل شعرتِ يومًا أن فكرة مشروعك كانت أكبر من خوفك؟
ما التحدي الذي واجهتِه في أول خطوة؟
شاركي قصتكِ في التعليقات — فقصتك قد تلهم أمًّا أخرى لتبدأ رحلتها بثقة.
by
Tags: